أكاديمية الحب الفاشل: مسلسل سنوات الضياع وتكريس المفاهيم العلمانية الغريبة.. ~،!
كاتب الموضوع
رسالة
Robinho-10 نائب المدير
عدد الرسائل : 150 العمر : 33 لاعب المفضل : robinho تاريخ التسجيل : 08/06/2008
موضوع: أكاديمية الحب الفاشل: مسلسل سنوات الضياع وتكريس المفاهيم العلمانية الغريبة.. ~،! الأربعاء أغسطس 13, 2008 8:20 pm
أكاديمية الحب الفاشل: مسلسل سنوات الضياع وتكريس المفاهيم العلمانية الغريبة.. ~،!
سَجَّل المسلسل التركي المدبلج 'سنوات الضياع' نجاحاً واضحاً في حشد عدد كبير من الحسناوات، والمناظر الطبيعية الخلابة، التي تمتاز بها تركيا، مما حقق رواجاً كبيراً لهذا المسلسل لدى المشاهد العربي، وزيادة أكبر في اتجاه السياحة العربية نحو تركيا، حسب التقارير الصحفية القريبة من الجهات التي تتبنى نشر مثل هذه المسلسلات. باستثناء ما سبق فإن هذا المسلسل ومن رؤية نقدية- لا يعدو كونه نسخة مكرورة ورديئة لما هو شائع من أعمال فنية، لا سيما الهندية والمصرية منها، إذ يؤخذ على هذا المسلسل: 1. يُغرِق المسلسل في الرومانسية الخيالية (الحب على طريقة الأفلام الهندية)، بين جميع ثنائيات (أبطاله)، فمن شطحات الخيال، وعبارات الحب والوله، وسرحان ودموع... وكل ما عَوَّدت عليه السينما الهندية مشاهديها. وزاد عليها بمواقف تضحية غير معقولة وغير مقبولة، كأن تقبل (البطلة) لميس بالزواج من عدوها تضحيةً وحمايةً لحبيبها منه، على الرغم من وجود حلول أخرى!! 2. تعددت محاور (عقدة المسلسل)، وهناك ثلاث قصص (عُقَد) على الأقل زائدة ليس لها أي فائدة، أو علاقة بموضوع المسلسل سوى إطالة عدد حلقات المسلسل، وبالتالي الربح الوفير، ولو بُترت هذه القصص من المسلسل، لما شعر المشاهد بأي تغير، سوى نقص عدد الحلقات. 3. موضوع المسلسل تقليدي، قد قتلته الأفلام المصرية والهندية تكراراً، مثل: أ- الحب بين الفقراء والأغنياء، فقد تكرر المعنى بين أربعة ثنائيات من الممثلين. ب- علاقة الصراع بين الخير والشر، مُجسداً الخير المطلق في يحيى وأمه وفريقه، ويمثل الشر المطلق تَيِّم وعصابته. 4.معالجات المسلسل سطحية جداً ومباشرة، وينتهي المسلسل على الطريقة المصرية- بانتصار الخير، وزواج المحبين، والقضاء على الشر (سجن وانتحار تيم). تكمن خطورة هذا المسلسل في محاولته تقديم نموذج (قيم) جميل، مثل مسلسل 'باب الحارة' السوري، أو 'الحاج متولي' المصري، مع الفارق! فإذا كان باب الحارة أو الحاج متولي يقدم القيم الجميلة التي هي محل إجماع، ورضا من عموم المجتمع، إلا أن 'سنوات الضياع' يدس السم في العسل، إذ صنع المسلسل للجمهور شخصية (لميس) المثالية الكاملة المتسمة بـ: الجمال الذكاء الإنسانية والطيبة قوة الشخصية والثقة بالنفس...، وسائر الصفات الإنسانية التي يمدحها المشاهد العادي في زوجته أو ابنته، ومن خلال هذه الشخصية (لميس) قام المسلسل بتمرير عدد من القيم التي يرفضها الذوق العربي ويحرمها الدين الإسلامي، ومن هذه القيم التي يمررها المسلسل بهدوء وعمق: 1. السفور واللباس الفاضح، وهو ليس أمراً جديداً في الأعمال التركية أو العربية، وكأنه أصبح أمراً عادياً، لا ينبغي أن يستفز رفض أحد. 2. تمجيد العلاقات العاطفية، وتبادل الهمسات واللمسات... وغيره. 3. تمرير مفهوم الحمل خارج الزواج (وهي دعوة صريحة لهدم المجتمع، ومناقضة الإسلام)، وقد جسدته لميس (بطلة المسلسل) بكل كفاءة، إذ هي 'فخورة' بابنها (الذي من خارج الزواج)، وهو 'محل سعادتها'، و'لأجله ستعيش'، وهو 'أمل مستقبلها'... وغيره من عبارات الاحترام والتمجيد لهذا الفعل (الحمل خارج الزواج). 4. التأكيد على مفهوم الحرية الفردية وفقاً للمفهوم الغربي في صورته المتطرفة القبيحة، فقد تكرر على لسان لميس لأخيها عمر: 'هذه حياتي وأنا حرة فيها'، و'قلت لك ألا تتدخل في حياتي'، ويساهم في إقناع المشاهد بهذه القيم صوابية موقف لميس بصورة دائمة، وفشل أخيها المتكرر، واهتزاز شخصيته. 5. العمل على تقبل كل تلك المعاني والسلوكيات من قِبَل الأهل والجيران والأصدقاء، فالجميع متضامن مع لميس، وكذلك موقف أخيها عمر 'المُقَدِّر' والراضي بل المؤيد لكل ما تقوم به أخته، وإذا حدث أن خالفها مرة تكون النتيجة خطأ موقفه وانهزامه. وننبه: إذا كان مسلسل 'مهند ونور' - التركي أيضاً- قد تسبب في ثلاث مائة حالة طلاق في الوطن العربي حسب تلك التقارير الصحفية، فكم حالة حمل خارج الزواج سيتسبب بها مسلسل يحيى ولميس (سنوات الضياع)، وكم حالة عنف ضد أخت أو بنت، وكم حالة تفكك أسرة وجريمة سيدفعها مجتمعنا اقتداءً بلميس ويحيى! وأخيراً، أتساءل: لماذا الاهتمام بمثل هذه المسلسلات الجذابة والخبيثة لِتُقَدم للأسرة العربية في أوقات ذروة مشاهدتها؟! وهل هذه المسلسلات لاقت في بلد منشئها مثل هذه الحفاوة والاهتمام؟! هل الهدف الربح فحسب أم أن هناك أهدافاً أخرى؟!.
أكاديمية الحب الفاشل: مسلسل سنوات الضياع وتكريس المفاهيم العلمانية الغريبة.. ~،!